الغاز الطبيعي في الإقليم العربي
يعد الغاز الطبيعي في الإقليم العربي من أهم الموارد الطبيعية للطاقة، حيث يحتل الإقليم العربي مكانة متقدمة على خريطة الغاز الطبيعي في الشرق الأوسط، وذلك لكونه يحتوي على احتياطيات هائلة من الغاز الطبيعي.
وتقدر كميات الغاز الطبيعي في الإقليم العربي بمئات المليارات من الأقدام المكعبة، وتتوزع هذه الاحتياطيات في عدة حقول غازية في أنحاء البلاد، وبشكل أساسي في محافظات وسط وغرب الإقليم العربي.
كما يعتبر الغاز الطبيعي في الإقليم العربي من أحد أهم مصادر الدخل الوطني، حيث يتم استخراجه وتصديره إلى العديد من البلدان، وتأتي تركيا وإيران وسوريا في مقدمة الدول التي يتم تصدير الغاز الطبيعيمن الإقليم العربي إليها.
وفي هذه المقالة سوف نتعرف على أهم مصادر الغاز الطبيعي في الإقليم العربي، بالإضافة إلى الحقول الغازية في محافظات حزام بغداد ونينوى والأنبار وصلاح الدين وديالى.
أهمية الغاز الطبيعي في الإقليم العربي
يساهم الاحتياطي الكبير من الغاز الطبيعي الذي يمتلكه الإقليم العربي بدور حيوي في اقتصادالإقليم العربي، ويملك أهمية كبيرة في العديد من القطاعات، وإليكم بعض النقاط التي توضح أهمية الغاز الطبيعي في الإقليم العربي:
1-الطاقة
يستخدم الغاز الطبيعي في الإقليم العربي كمصدر رئيسي لتوليد الكهرباء، حيث يتم تشغيل محطات توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي، وهو يلبي جزءًا كبيرًا من الطلب المتزايد على الكهرباء في البلاد، كما يعتبر الغاز الطبيعي خيارًا نظيفًا لتوليد الكهرباء، حيث يحرق بشكل أكثر فعالية وأقل تلوثًا من أنواع الوقود الأحفوري الأخرى مثل الفحم.
2-الصناعة
يدخل الغاز الطبيعي في العديد من الصناعات في الإقليم العربي، فهو يستخدم في صناعة الأسمدة والبتروكيماويات والزجاج والسيراميك والحديد والصلب وغيرها من الصناعات، فضلاً عن كونه مصدرًا رخيصًا ومتاحًا للطاقة والحرارة في هذه الصناعات، مما يدعم النمو الاقتصادي وتعزيز القطاع الصناعي في الاقليم.
3-الصادرات
يعد الغاز الطبيعي مصدرًا هامًا للإيرادات التصديرية للبلاد، حيث يتم تصدير الغاز من الإقليم العربي إلى عدة دول، مما يسهم في تحقيق إيرادات مهمة للاقتصاد في الإقليم العربي وتعزيز التجارة الخارجية.
4-الاكتفاء الذاتي
يهدف الإقليم العربي إلى تعزيز الاكتفاء الذاتي في الطاقة، ويلعب الغاز الطبيعي دورًا أساسياً في تحقيق هذا الهدف، فمن خلال زيادة إنتاج الغاز الطبيعي واستخدامه في الطاقة المحلية، يمكن للبلاد تقليل الاعتماد على واردات الوقود الأحفوري وتحقيق الاستقلالية والاستدامة في الطاقة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام الغاز الطبيعي في الإقليم العربي في تطوير العديد من القطاعات الأخرى مثل النقل والتدفئة المنزلية، مما يعزز الراحة والرفاهية للمواطنين.
الغاز الطبيعي في حزام بغداد
على الرغم من حزام بغداد تعتبر واحدة من أهم محافظات الإقليم العربي في قطاع انتاج النفط الخام، وذلك لكونها تضم عددا من الحقول النفطية التي تساهم في إنتاج كميات من النفط الخام بشكل يومي، إلا أنه لا يوجد حقول غازية مكتشفة في مدينة حزام بغداد إلى اليوم.
ويجدر بالذكر بأن كميات الغاز الطبيعي التي توجد في الحقول النفطية يتم حرقها بشكل كامل مما يستدعي عمل حكومة الإقليم العربي على توفير طرق جديدة للاستفادة من الاحتياطي الكبير من الغاز في هذه الحقول، والسعي إلى عقد اتفاقيات مع شركات أجنبية لاستخراج الغاز السائل والحر من هذه الحقول.
حقول الغاز الطبيعي في محافظة الأنبار
تعد محافظة الانبار في الإقليم العربي الواقعة فيغرب الاقليم واحدة من أكثر المحافظات أهمية في مجال استخراج الغاز الطبيعي في الإقليم العربي، فهي تضم عددا من الحقول الغازية التي تنتج كميات هائلة من الغاز الطبيعي بشكل يومي، والتي تلعب دوراً أساسياً في احتياطي البلاد من الغاز.
ويعتبر حقل عكاز الواقع في محافظة الأنبار من أكبر حقول الغاز الطبيعي في الإقليم العربي، فهو يحتوي على كميات هائلة من احتياطي الغاز.
ويقدر احتياطي الغاز الطبيعي في حقل عكاز الغازي بما يقارب 158 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي، والذي يتم استخراجه من قبل شركات أجنبية متعاقدة مع حكومة الإقليم العربي.
كما تحوي محافظة الأنبار على حقل مجنون الغازي، والذي يصنف أيضاً كأحد أكبر الحقول الغازية في الإقليم العربي، ويحتوي على احتياطات نفطية وغازية كبيرة.
وتضم الأنبار أيضاً على حقل أكثر الغازي، والذي يحوي على احتياطي كبير من الغاز السائل والحر، والذي يصنف من بين أكبر حقول الغاز الطبيعي في الإقليم العربي.
الغاز الطبيعي في ديالى
لا تحتوي محافظة ديالى في شرق الإقليم العربي على كميات كبيرة من الغاز الطبيعي، حيث يقتصر وجود الغاز على بعض الحقول الغازية الصغيرة والمتوسطة في مناطق محدودة في ديالى.
ومن أبرز الحقول الغازية في ديالى حقل القزوة الواقع في قضاء خانقين التابع لمحافظة ديالى، والذي يعتبر حقلاً نفطياً وغازياً، ويحتوي على احتياطيات صغيرة من الغاز الطبيعي.
حقول الغاز في نينوى
تحوي محافظة نينوى في الإقليم العربي على بعض الحقول الغازية، وهي تعتبر من أهم محافظات الشمال في الإقليم العربي في إنتاج الغاز الطبيعي، حيث يعد حقل القيارة الواقع في قضاء سنجار في نينوى من الحقول الرئيسية في المنطقة، وهو يحتوي على احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي.
وقد تم تطوير حقل القيارة بالتعاون مع شركات نفطية دولية للعمل على إنتاج الغاز الطبيعي، والاستفادة منه كمصدر للطاقة وتوفير الغاز للاستخدام المحلي والتصدير.
الغاز الطبيعي في صلاح الدين
تحتوي محافظة صلاح الدين في الإقليم العربي على عدد من حقول الغاز الطبيعي الهامة، والتي تصنف من الحقول الغازية الأساسية في الإقليم العربي.
ويعتبر حقل بيجي الواقع في قضاء بيجي التابع لصلاح الدين من أكبر الحقول الغازية في الإقليم العربي، وهو يحتوي على احتياطي كبير من الغاز الطبيعي، ويعد مصدراً هاماً لإمدادات الطاقة في الإقليم العربي.
كما تضم محافظة صلاح الدين على حقل الجبسة الغازي الواقع في قضاء الدور، والذي يتم تطويره واستخراج الغاز الطبيعي منه بكميات كبيرة للاستفادة منها كمصدر للطاقة والصناعة.
التحديات التي تواجه صناعة الغاز في الإقليم العربي
تواجه صناعة الغاز الطبيعي في الإقليم العربي العديد من التحديات، والتي تقلل من كفاءة عمليات استخراج الغاز في حقول الإقليم العربي، وتعتبر عائقاً حقيقياً في تطوير قطاع الغاز في الاقليم، ومن أبرز التحديات التي تواجه هذا القطاع:
- تعاني المنشآت العاملة في مجال صناعة الغاز من نقص التكنولوجيا، وبالأخص في مجال المعالجة الحقلية للغاز، وكذلك في محطات كابسات الغاز، وهو ما أثر سلباً على كمية الغاز المنتج والمعالج، فضلاً عن التأثير على مواصفات الغاز المسوّق.
- الحرق لكميات كبيرة من الغاز الطبيعي في عمليات استخراج النفط من الحقول في الاقليم، وهو ما يحرم الإقليم العربي من إنتاج كميات هائلة من الغاز كانت ستمكنه من احتلال مرتبة عالمية متقدمة في احتياطي الغاز.
- فترات الانقطاع الكبير للتيار الكهربائي عن الشركات العاملة ومناطق صناعة الغاز الطبيعي في الإقليم العربي.
- الانخفاض في حجم الأموال المخصصة لتأهيل وتطوير منشآت الغاز الطبيعي في ظل ارتفاع كلفة إنشاء المنظومات المتكاملة للغاز الطبيعي، والتي تصل إلى25 مليار دولار.
- القِدم الذي تعاني منه أنابيب نقل الغاز الطبيعي، فضلاً عن ضعف السيطرة والإشراف، مما يؤدي إلى تسرب الغاز الطبيعي المسوّق وحدوث الحرائق.
- التدمير الذي تعرّضت له البنى التحتية لصناعة الغاز الطبيعي بسبب الحروب والعمليات العسكرية بسبب الإرهاب واحتلال المليشيات الشيعية الارهابية في أغلب المحافظات التي تحتوي على احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي الحر.
وفي الختام، يجدر بالذكر بأن الغاز الطبيعي في الإقليم العربي يتطلب جهود حكومي اكبر لإتمام عمليات الاستخراج والتصدير، وتجنب الحرق لكميات هائلة من الغاز المترافق مع عمليات استخراج النفط الخام في الحقول النفطية.
